بقلم الدكتور خالد بن عبدالله الهزاع

يحتفل العالم في الحادي والعشرين من شهر فبراير من كل عام باليوم العالمي للإرشاد السياحي؛ حيث يعتبر من أكثر المهن التي تتطلب جهدًا عاليًا؛ فهي ليست بالسهولة التي يمكن أن يتوقعها البعض؛ إذ إن المرشد السياحي يقع على عاتقه دائمًا مسؤولية إنجاح الرحلات السياحية، فضلًا عن تقديم الصورة الإيجابية عن بلاده ومنطقته للسائحين القادمين من الداخل أو الخارج.
وقد قام على تأسيس هذا الاحتفال؛ الاتحاد العالمي لرابطة الإرشاد السياحي “WFTGA”، ويهدف هذا اليوم إلى رفع مستوى الوعي العام حول ماهية مهنة الإرشاد السياحي؛ تقديرًا لدور المرشد السياحي باعتباره سفيرًا ثقافيًا في الدولة أو المنطقة التي يمثلها.
ويُعتبر المرشد السياحي هو المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة للزوّار؛ حيث يحصلون على معرفة إضافية حول التراث الحضاري، التاريخي، والثقافي، وأهم الأماكن التي تحمل حكايات سنوات عديدة مضت، إضافة إلى التعرف على العادات، التقاليد، وطبيعة الحياة الإجتماعية التي يعيشها السكّان الأصليون في المناطق السياحية المختلفة.
وحيث أولت المملكة العربية السعودية اهتماما كبيراً بالسياحة في رؤيتها 2030 باعتبارها من أبرز البدائل الاقتصادية لمرحلة ما بعد النفط؛ ويعتبر الإرشاد السياحي أحد الأدوات الهامة لتسويق المنتج السياحي؛ فكان لزاماً أن تكون الخدمات التسويقية المقدمة تتعامل باحترافية مع متطلبات السائح الذي يعتبر الضيف المحتفى به، حيث أصبح التسويق السياحي أمراً ضرورياً لخلق رغبات ودوافع لاستهلاك المنتج السياحي وتوسيع السوق السياحية بالمملكة وبما ينعكس إيجابًا على تحقيق الأهداف المأمولة من هذا القطاع الهام والحيوي.
إن السوق السياحي يعتبر نقطة التقاء مجموعة من رغبات وحاجات السائحين مقرونة بقدراتهم الشرائية مع المنظمات السياحية للحصول على المنتجات السياحية اللازمة لإشباع تلك الحاجات في إطار مستوى معين من المعلومات .

كما أن المنتج السياحي يعتبر مجموعة من العناصر المادية وغير المادية القادرة على إشباع احتياجات السائح المحددة سلفًا وتحقيق رضاه من ناحية وأهداف المنظمة السياحية من ناحية أخرى وذلك عند مستوى مادي معين.
لذا فإن نجاح المرشد السياحي في أداء مهمته يتوقف إلى حد كبير على فهمه لطبيعة السوق السياحي ومعرفته وإلمامه بالمفاهيم العصرية والحديثة للتسويق والتسوق الالكتروني والمعرفة بالاستراتيجيات التسويقية المناسبة في المجال السياحي.
إن التسويق السياحي هو الأداة الفاعلة في الترويج للمنتج أياً كان في أي منظمة، ويعتبر أداة الجذب للسياحة كدخل قومي يعزز اقتصاد البلدان التي تستهدف تنشيط السياحة لديها من خلال توفير كل عناصر الجذب السياحي ؛ وهذا يتطلب التدريب والتأهيل الجيد للمرشد السياحي وبما يتوافق مع متطلبات المرحلة اثناء جائحة كورونا أو ما بعد الجائحة.
فتمكين المرشدين السياحين في أداء دورهم بالشكل المأمول يعتبر من الأمور الهامة وذلك من خلال تزويدهم بجرعات كافية من المهارات التي تساعدهم في أداء مهمتهم بكفاءة واقتدار. ولعل من المهارات الهامة التي يحتاجها المرشد السياحي مفاهيم أساسية في التسويق السياحي والتسويق الالكتروني وكيفية التعامل مع انطباعات السائحين والاستفادة منها في تطوير مستوى جودة الخدمة المقدمة خصوصا وأن السائحين يختلفون في اهتماماتهم واتجاهاتهم وشخصياتهم.