جلعود بن دخيّل
٢١ محرم ١٤٤٣هـ
وصى ( مؤسس هذا الكيان العظيم ) الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ابنه الملك فيصل ( يرحمهم الله جميعاً ) أثناء تنقله في المنطقة بأن يتزودوا من بيشة ( فإن ماوراء بيشة عيشة ) فلا يوجد بعدهم إلا صحراء الربع الخالي العديمة آنذاك من مقومات الحياة.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن يتداول العربان هذه المقولة حتى أصبحت مثلاً مشهورا.
في عام ١٣٨٧ للهجره والأعوام المقاربة لهذا التاريخ كان والدي يغيب وقتاً طويلاً عني وعن والدتي ثم يعود وقد حظي بالكثير من صفري بيشة.
لقد كان يحرص يرحمه الله بأن يشاركهم صريم تمورهم بالرغم من بعد المسافة آنذاك وكذلك توفر التمور لدينا في ( طريب ) ولكن صفري بيشه كان بمثابة صيداً ثميناً لمن استطاع إليه سبيلا.
نعم لقد كانت بيشة في عصور مضت ولا زالت سلة غذائية ومركز غذائي كبير لايستهان به حتى أن البعض سماها ( بوابة الخير ).
وبالرغم من عمقها الصحراوي والجبلي الا أن أهلها كانوا متمردين على كل الظروف الصعبة مستعينين بالله حتى أن صارت تمورها يوماً تضاهي تمور البصرة في العراق.
النخلة تعد عند أهالي بيشة غير أنها مصدر غذائي مهم الا أنها أيضاً رمزاً أصيلاً في موروثهم الشعبي وكل مجال اقتصادي أو ثقافي أو إجتماعي ليحاكوا بذلك الإهتمام القديم بها مثل النقوش والرسوم التي نحتت في جبل شوك شرق محافظة بيشة وغيره من المواقع التي رُصدت نقوش عليها.
حتى أنه كان في وقت انقطاع النقود قديماً كانت تقدم ٢٥ نخلة أو أكثر دية قتل الرجل وكذلك كانت النخيل تدفع مهراً للزوجة.
ونحن نتجه بأبصارنا وقلوبنا والبعض بنفسه إلى مهرجان صفري بيشة لهذا العام نسترجع كل تلك القيم والمعاني ( ظاهراً بما نقدمه من مشاركات وضمناً بما نملكه من مشاعر ) بأهميّة بيشة إنساناً - في قوة ارادته ومكاناً - كمفخرة بكونها مصدر غذائي هاماً لوطننا المملكة العربيّة السعوديّة.
