تعجز الكلمات عندما تكتب عن رجل سكن في القلوب وحبيبٌ للنفوس، رجلٌ رحل عنّا فجأة، كريمُ النفس وعاشق فعل الخير، وسند كل من يعرفه، وصديق الأوفياء، وحريصاً على صلة الرحم.
نعلم بأنه لا خلود في الدنيا لأحد، ولكنّ الأعمال العظيمة والأخلاق الجميلَة، والصفات الحسنة، تخلّد ذكر الإنسان بين الناس، وتكسبه بعد وفاته الذكر الطيب واستمرار الثناء بأفعاله والدعاء المتواصل له.
رحل عنّا أبا ناصر، خال أبنائي وحبيبهم فهد بن ناصر المسردي، وقد خصصت هذا المقال لأتحدث عن ما وجدته في هذا الرجل من صفات حميدة سجّلَتها المواقف في سيرةٍ حسنة رسمها بعناية بعد توفيق الله .
في هذه الأسطر التي يملأها الحزن أتذكر بعض مواقفه في مرض والده وابن أخيه – رحمهم الله – فقد كان ملازما لهما في المستشفيات داخل وخارج المملكة حتى انتقلوا إلى رحمة الله، ولا أنسى مرافقته لي شخصيا في مستشفى عسير المركزي بعد الحادث المروري الذي تعرضت له عام 2015م ، ولم يكتفِ عند هذا الحد بل كان حريصاً على توفير كل ما احتاجه دون طلب منه، رحمك الله أبا ناصر.
حقيقةً مهما كتبت فلن أوفي خال أبنائي حقه، وما رأيته من أعداد المصلين على جنازته، وتوافد الأصدقاء والزملاء والمحبين للتعزية فيه، وما سمعته من ذكرٍ جميل لصفاته وحبه للآخرين ومساعدته لكل من عرف ومن لم يعرف، يدل على نقاء سريرته وصفاء قلبه وطيبته وكرامة نفسه، اسأل الله العظيم أن يسكنه الجنة وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان .
كتبه : قباس الفهد