محمد الحويل
ما من أحدٍ يستطيع تجاوز الحالة الإنسانيّة التي جسّدها قلب أمٍّ مكلوم بفقد فلذة كبدها ويأتي إليها القاتل ورائحة البارود تفوح من بندقيّتة مستسلماً وواضعاً رقبته بين يديها وتحت سياط غضبها ؛ ثم تتجاوزه بثقة العِظام ليس فقط لإجارته بل منع إخوة المقتول من أن يأخذوا بالثأر لحظة هيجان تختلط فيه المشاعر ويُفقد فيها الصّواب. بل وأجبرت بقيّة الإخوة أن لا يبرح كلّ منهم مكانه الذي هو فيه حتّى تأتي قوّات الأمن لاستلام الجاني.. حقنت بفعلها ذاك مزيداً من سفك دمّ.. وأعانها على ذلك الله ثمّ أبناء لم يكن يقف أمام إقدامهم إلاّ برّاً يحملونه بين جوانحهم لأمّ عظيمة أرضعت النبل والتربية قبل الحليب.
وما من أحدٍ يستطيع تجاوز عظمة وسموّ أسرة مُباركة في يوم عيد مبارك.. في اجتماعٍ حضر فيه همّ جيرانهم الذي يقبع إبنهم خلف القضبان. اجتماع غاب فيه شيطان الإنس والجانّ وحضر الرحمن ..وكان شورهم مع أطيبهم فكانوا كلّهم طيبون كُرماء ..عافون..وبإتّصال هادئ بعيد عن المزايدات هنأوا جارتهم وأمّ غريمهم بعفو نقيّ مُخضّب بعبق الشيم العربيّة ومُتوّج بقيمة حق الجوار من السنن الدينيّة النبويّة.
كلّ ما سبق ليس بِخافٍ على ذي لُبّ ..ومهما أوتينا من بلاغة لن نفي هذا النبل حقّه.. ما أردت أن أصل إليه ..بعد أن تناقلت ركبان الإتّصالات ومواقع التواصل لحدث ما كان له وهو يبدأ تراجيديّا أن ينتهي بهذا النبل الذي خرج عن سياق كثير من الحوادث التي سبقته.. والتي تنتهي عادة بسيل من الجاهات والمزايدات وملايين الريالات يقوم على إذكاء أوارها المنتفعين من السماسرة لمال أو جاه.
وهذا ما جعل (عفو آل راجح) استثناء ..
فلأولياء الدم حقوق ثلاثة القصاص أو الدية أو العفو
ولأنّ المجتمع في غالبه وضع رابعاً وهو ( الجاهات ودفع المال) جاءت ردّة فعله ـ المجتمع ـ موازية لحجم عفو أهل الدم ..فهم ـ المجتمع ـ يرى في المبالغة في الجاهات وإهراق ماء وجوه الناس لوقف حدّ شرعي مُعضلة هو من وضع لها إطار سُمّي صلحاً والصلح منه براء بل تحوّل إلى مقايضة بغيضة تستنزف ماء الوجوه قبل أن تستنزف أموالها..
وما ردّة الفعل التي جسّدتها كثير من القبائل المجاورة ووفادتهم لهذه الأسرة مهنئين ومباركين بهدايا عينّية وماليّة ..أجبروا آل راجح على قبولها
وما ردّة فعل قبائل المملكة بل وتجاوزتها خارج الحدود , والذين باركوا هذه البادرة النبيلة ..إلاّ دليل على مقت ما كان خارج أُطر الشرع الثلاثة في حق أولياء الدم .. وما هذا الاحتفاء إلاّ مُباركة مُبطّنة للإنعتاق من ربق الصنم الرابع الذي بُني خطأ ... السؤال ..هل بهذا السموّ في العفو ..تم كسر (الصّنم)!!
كَسْر الصّنم في عفو آل راجح
محمد الحويل
ما من أحدٍ يستطيع تجاوز الحالة الإنسانيّة التي جسّدها قلب أمٍّ مكلوم بفقد فلذة كبدها ويأتي إليها القاتل ورائحة البارود تفوح من بندقيّتة مستسلماً وواضعاً رقبته بين يديها وتحت سياط غضبها ؛ ثم تتجاوزه بثقة العِظام ليس فقط لإجارته بل منع إخوة المقتول من أن يأخذوا بالثأر لحظة هيجان تختلط فيه المشاعر ويُفقد فيها الصّواب. بل وأجبرت بقيّة الإخوة أن لا يبرح كلّ منهم مكانه الذي هو فيه حتّى تأتي قوّات الأمن لاستلام الجاني.. حقنت بفعلها ذاك مزيداً من سفك دمّ.. وأعانها على ذلك الله ثمّ أبناء لم يكن يقف أمام إقدامهم إلاّ برّاً يحملونه بين جوانحهم لأمّ عظيمة أرضعت النبل والتربية قبل الحليب.
وما من أحدٍ يستطيع تجاوز عظمة وسموّ أسرة مُباركة في يوم عيد مبارك.. في اجتماعٍ حضر فيه همّ جيرانهم الذي يقبع إبنهم خلف القضبان. اجتماع غاب فيه شيطان الإنس والجانّ وحضر الرحمن ..وكان شورهم مع أطيبهم فكانوا كلّهم طيبون كُرماء ..عافون..وبإتّصال هادئ بعيد عن المزايدات هنأوا جارتهم وأمّ غريمهم بعفو نقيّ مُخضّب بعبق الشيم العربيّة ومُتوّج بقيمة حق الجوار من السنن الدينيّة النبويّة.
كلّ ما سبق ليس بِخافٍ على ذي لُبّ ..ومهما أوتينا من بلاغة لن نفي هذا النبل حقّه.. ما أردت أن أصل إليه ..بعد أن تناقلت ركبان الإتّصالات ومواقع التواصل لحدث ما كان له وهو يبدأ تراجيديّا أن ينتهي بهذا النبل الذي خرج عن سياق كثير من الحوادث التي سبقته.. والتي تنتهي عادة بسيل من الجاهات والمزايدات وملايين الريالات يقوم على إذكاء أوارها المنتفعين من السماسرة لمال أو جاه.
وهذا ما جعل (عفو آل راجح) استثناء ..
فلأولياء الدم حقوق ثلاثة القصاص أو الدية أو العفو
ولأنّ المجتمع في غالبه وضع رابعاً وهو ( الجاهات ودفع المال) جاءت ردّة فعله ـ المجتمع ـ موازية لحجم عفو أهل الدم ..فهم ـ المجتمع ـ يرى في المبالغة في الجاهات وإهراق ماء وجوه الناس لوقف حدّ شرعي مُعضلة هو من وضع لها إطار سُمّي صلحاً والصلح منه براء بل تحوّل إلى مقايضة بغيضة تستنزف ماء الوجوه قبل أن تستنزف أموالها..
وما ردّة الفعل التي جسّدتها كثير من القبائل المجاورة ووفادتهم لهذه الأسرة مهنئين ومباركين بهدايا عينّية وماليّة ..أجبروا آل راجح على قبولها
وما ردّة فعل قبائل المملكة بل وتجاوزتها خارج الحدود , والذين باركوا هذه البادرة النبيلة ..إلاّ دليل على مقت ما كان خارج أُطر الشرع الثلاثة في حق أولياء الدم .. وما هذا الاحتفاء إلاّ مُباركة مُبطّنة للإنعتاق من ربق الصنم الرابع الذي بُني خطأ ... السؤال ..هل بهذا السموّ في العفو ..تم كسر (الصّنم)!!
Permanent link to this article: https://alwajiha.org/articles/46676