الهدوء حروف تجلب كل معاني السكينة لنا وتمنحنا الشعور بالرضا والأمان فتُطَمئن قلوبنا حينما نقلق وتهدأ من روعنا. إلا أن الهدوء قد يكون مميت أحيانًا.. حين يزورنا وتطول زيارته لتخيم الرتابة على حياتنا فتصبح الأيام نسخًا متكررة ..فاليوم هو الأمس هو الغد .
كنت أخاف على نفسي من قلقي الدائم وألا مبرر ولكن الآن أخشى علي من هذا الهدوء الذي طغى وجوده على حياتي .. أقفلت باب غرفتي استلقيت على سريري وها أنا الآن أحدق بسقفها المزين بتلك الزخارف الباهتة التي كانت تزهو بلونها الذهبي يومًا. بغرفتي نافذة أسميتها نافذة الأمل بالرغم من أنها تطل على اللا شيء إلا أنها دائمًا تضيء شمعة بداخلي كلما انطَفأَت .. في الصباح تتسلل خلالها أشعة الشمس معلنة بداية يوم جديد .. لطالما كانت تلك الأشعة هي ما يبقيني على يقين بأن هناك يوم ما ستشرق فيه حياتي أنا أيضا. العصافير تغني أغانيها التي لطالما أحببتها تارة أحس بلحنها حزين يتسرب عبر أذني ليهز أشلائي وتارة تطربني وكأنها العزاء الوحيد لي بهذه الحياة.. عندما يحل المساء تفل الشمس وأنا لا أحب الأفلين لترتدي السماء ردائها الأسود القاتم ويسود الهدوء من جديد . بحلول المساء تبدأ عجلة أفكاري سباقها مع الزمن ولا تكف عن حماقاتها المعتادة في إطلاق أحكامها ومحاولة إيجاد تبريرات لهذا الواقع الذي رفض بقسوة أن تكون جزءً منه .
تمر الساعات وتستمر الحوارات والتساؤلات التي لم تلق إجابة حتى الآن وأنا مستلقية على سريري وأنتظر نافذة الأمل تشرق من جديد.
كتبه :
ريم فيصل الأكلبي