إذا كنت تقود سيارتك وفجأة وجدت عدة أشخاص يقطعون الطريق أمامك؛
وهناك شخص واحد واقف بجانب لوحة عبور الطريق ولا مجال لتفادي هؤلاء المجموعة إلا من هذا الاتجاه،
فإما أن تلزم مسارك وتصطدم بالأشخاص الموجودين أمامك.؟!
أو تقوم بتغيير اتجاهك وتصطدم بالشخص عند تلك اللوحة.؟!
فأيهما تختار.؟!
ماهي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار.؟!
دعونا نحلل هذا القرار:
معظمنا يرى أنه من الأفضل التضحية بشخص واحد خيرٌ من مجموعة أشخاص وهذا على أقل تقدير من الناحية العاطفية.
فهل هذا القرار صحيح.؟!
هل فكرنا أن الشخص الذي كان يقف بجوار لوحة العبور قد تعمد الوقوف هناك مُتبعًا إرشادات المرور حتى يتجنب مخاطر الطريق.
ومع ذلك يجب عليه أن يكون هو الضحية مقابل سلامة الأشخاص المستهترين الذين قاموا بقطع الطريق غير مبالين بأنظمة المرور وقواعد السلامة.
هذه الفكرة مسيطرة علينا كل يوم في مجتمعاتنا سواء كانت في العمل أو في القرارات الأسرية أو الاجتماعية فيضحى بمصالح الأقلية مقابل الأكثرية.؟!
بغض النظر عن قرار الأغلبية، ربما تكون الأغلبية غير ناضجة وغير واعية، بخلاف الأقلية،
وكذلك على مستوى المجتمعات ما يحدث الآن من الكثير فهناك من يدعم التافهين ويجعلونهم قدوات، وغيرها.
هنا نقول أن القرار الصحيح ليس من العدل تغيير اتجاهك للأسباب التالية:
1. الأشخاص الذين يقطعون الطريق أمامك يدركون خطورة تصرفهم وسوف يقومون بالهرب بمجرد سماع صوت المكابح.
2. لو تم تغيير اتجاهك فإن الشخص الذي كان يقف بجانب لوحة العبور سيموت بالتأكيد،
فمن الطبيعي لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت المكابح باعتقاده أن المكان آمن والمركبات لن تمر بهذا الاتجاه على الإطلاق.
3. من المحتمل أن في هذا الاتجاه الآخر يوجد أشخاص آخرون قادمون ولم يكونوا ظاهرين بشكل واضح أمامك،
وتغيير مسارك إلى هذا الاتجاه لن يقتل الشخص فقط !
بل سيقتل أبرياء آخرين،
فبدلًا من تفادي الاصطدام بالأشخاص المستهترين
فقد يتحول الأمر لقتل عشرات الأبرياء بالإضافة إلى الموت المحقق للشخص المتبع لقواعد السلامة.
الفائدة:
- نعلم أن حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب أن نتخذها، ولا ندرك أن القرارات المتسرعة عادة غير صائبة إلا بعد فوات الأوان.
- هناك أمور يكون الأكثرية فيها غير واعية وغير ناضجة، والأقلية هي الواعية والناضجة.
- تذكر أن الصحيح ليس دائمًا ظاهرًا، وأن الظاهر ليس دائمًا صحيحًا.