ورد في قاموس (Lettre) أنّ الحُريّة هي (وضعيّة الإنسان غير المَملوك)، أمّا قانونياً فهي قُدرة الأفراد على مُمارسة الأنشطة التي يُريدونها دون إكراه، على أن يخضعوا للقوانين التي تُنظّم المُجتمع، ويَرجِع أصل مُصطلح الحريّة إلى الكلمة اللاتينيّة (Liber)، وتعني قُدرة الإنسان على التحرُّك والتصرُّف والقيام بِأيّ عملٍ بوجود أدنى حدٍّ من القيود.
تَبَقَّى تلك الكلمة غريبة بالنسبة لي وتداعب فضولي دائمًا ، كيف لك أن تطلق لقب الحريّة على شخص وهو لم يختار طريق سعادته ولم يعرفها فقط كان مايريده الأشخاص بأن يكونه ؟ كيف لك أن تطلق لقب الحريّة على شخص لم يحقق أحلامه خيفة من المجتمع ؟ كيف لك أن تطلق لقب الحريّة على شخص لم يعرف إلى الان من هو ولا إلى أين ينتمي و جل مايعرفه هو أسمه فقط؟ كيف لك ان تطلق لقب الحريّة على شخص تزوج زواج تقليدي لأنه بات مجبرواً ؟ وكأننا نطلق الحريّة على طائر مبتورة اجنحته يرى أصدقاءه يحلقون وهو لا يستطيع ، برأيي فأن الحريّة هي ان يتخذ الشخص قرارته بنفسه وأن يختار الطريقة المثلى التي يرأها في تحقيق أحلامه حتى وان رفضها جميع الأشخاص من حوله، هنا تكمن حريّة الرأي ! عليك ان تعرف تمام المعرفه بأنه لا يجب ان يختار لك شخص أخر طريقك لسعادة بل هذا يخصك أنت فقط وهذا يحدد مدى فهمك لمعنى كلمة "حريّة"
وتكون الحريّة أيضاً في حريّة الفكر وحريّة الاعتقاد والقرارات الشخصية.
من يريد السعادة ليكون حراً ولا تستطيع أن تكون حراً حتى تكون شجاعًا بما فيه الكفاية؛ شجاعًا لتردع أفكارهم وأراهم في حياتكّ لتمتلك حريّة رأي ومبدأ عظيمة لا أحد يستطيع هزيمتها. الحريّة جزء لا يتجزء من حياة الانسان وهي من ضروريات المرء في الحياة ، ولكن يجب معرفة بأن الحريّة لاتكون تعدّي في امور الدين ولايكون التعدّي على حقوق الغير او تعدّي على قوانين المجتمع وأن تلتزم بأنظمة وقوانين الوطن التي تنظم الفرد وهنا تكمن فهم معنى الحريّة.
ورَد في إعلان حقوق الإنسان الصّادر عام 1789ميلادي على أنّه: (حقّ الفرد في أن يفعل ما لا يَضُرّ الآخرين). والحُريّة في الإسلام هي: (ما وهبه الله للإنسان من مكانة التصرُّف لاستيفاء حقّه وأداء واجبه دون تعسف أو اعتداء).
ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان حراً ومسؤولاً عن أقواله وأفعاله جميعها ورزقه بالعقل الذي يستطيع من خلاله التمييز ، {متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أُمهاتُهم أحراراً} أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
خلاصة الحديث لكي تكون سعيداً فكر بالحريّة وكن حراً كن كالطائر المحلق للآفق ومابعدها لا تضع لحريّتك حدود تجاوز بحريّة فكرك عنان السماء وواصل السعي بحريّة لتحقيق أهدافك وإيجاد طريق سعادتك بنفسك تذكر دائمًا بأنك أنت صاحب القرار الأول والأخير في كل أمور حياتك .
بقلم الكاتبة:وجدان فايز الأكلبي.