مما ورد في الأدب الروسي ، وجميل الرواية في واقع عصرنا المعاصر تقول الرواية:
في القرن التاسع عشر فالصدق والكذب التقيا من غير ميعاد . فنادى الكذب على الصدق قائلا : "اليوم طقس جميل ، الأجواء أكثر جمالاً وطيبة ومشجعة للتنزه والخروج ". نظر الصدق حوله ، ونظر إلى السماء ، وكان حقاً الطقس جميلا .
قضيا معا بعض الوقت ، وتبادلا أطراف الحديث ، واستحسن الصدق حديثه، ثم تدرجا مشياً على الأقدام حتى وصلا إلى بحيرة ماء . أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر للصدق وقال : " الماء دافئ وجيد " ، وإذا أردت يمكننا أن نسبح سوياً ؟
وللغرابة كان الكذب محقاً وصادق فيما يقول هذه المرة أيضاً ، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئاً وجيدا ، ومشجعاً لسباحة . ومع استحسان حديثه المعسول وصدق دفئي ماء البحيرة ..
قاما بالسباحة بعض الوقت ، وفجأة خرج الكذب من الماء ، ثم ارتدى ثياب الصدق مصطحباً معه ثيابه ، وولى هاربا واختفى .
خرج الصدق من الماء غاضباً عارياً ، وبدأ يركض في جميع الاتجاهات بحثاً عن الكذب لاسترداد ملابسه . لما يائس من العثور على سارق ملابسه ،
والعالم الذي رأى الصدق عارياً أدار نظره من الخجل والعار ، واشاح بوجهه عن الصدق ولم يسعفه بما يستر عريه . والصدق المسكين ، من شدة خجله من نظرة الناس إليه وازدراهم به ، ولم يسعفه أحد منهم برد ملابسه أو إعطاءه ملابس يستتر بها عاد إلى البحيرة واختفى فيها إلى الأبد .
ومنذ ذلك الحين والكذب يتجول في كل العالم لابساً ثياب الصدق ، مخادعاً ومراوغاً ومحققاً رغباته وغاشاً العالم ، ومتجولاً في أروقة قاعات هيئات الأمم والمنظمات الدولية ، ومتمسحاً بذوي المناصب ، ومشجعاً ديدان المناصب يدعم ويشجعه مثلث الشر الماسونية العالمية ، والمسادالصهيوني ، والصليبية العالمية .
*والعالم لا يريد بأي حال أن يرى الصدق عارياً* . ويعيد نصاب الحق لنصابه ، وضاع الحق بالسكوت عنه ، وتنامى الكذب وزاد تحت مسميات عدة حقوق الإنسان والمرأة والعدالة الاجتماعية ، وحقوق القلة . واضمحل الصدق وعدالته واختفى ، وفوتت الحقوق ، ورفعت الرويبضة راياتها ، وتحدثت في أمر الناس القول قولها والرأي والمشورة رأيها وسواها فلا .
أماتوا الصدق والحق معاً وعززوا الكذب والباطل معاً ، فنعدم الحق وتوارى الصدق والعلة مبصرة من الرواية الروسية لمن دقق النظر ،،،
بقلم/ خالد حسن الرويس