علي بن سعيد العلياني
رغم الخمسين سنة كنت طفلًا يعتاد اللهو في فضاء رحب و عالم وردي، لا يبالي بما يصنع، يعطى دون أن يطلب، ويرعى دون أن يشعر حتى العقاب هناك من يحمله عني.
ذلك أني أحتمي بهالة عظيمة من الحب و العناية تحيط بطفولتي من صغري حتى الخمسين أمس.
كنت احتمي بهالتي العظيمة إن اقترفت خطأ تلو الآخر،فأجد العطف و الشفقة.
كانت الهالة صوتي الذي لم أنطقه، وصمتي المتحدث، كانت ملاذي و منجاتي بعد الله -جل وعلا- ، كما كانت دوائي.
كان حلمي بها طويلا،و ليالي بها مشرقة.
ما كنت أضن أننا سنفترق،كنت أتمنى أن أرحل و أنا مطوق بها،كنت...و كنت.. حتى صاح الناعي أمس:
انقشعت هالتك و نسف الموت حصنك..يا مولاي! هل م..ما..مات محمد أخي و حصني؟
نعم،تقولها كل حقائق الكون و نواميسه،أسأل أبي و أمي فألقى الجواب:
نعم،يا أخا محمد.لقد رحل محمد الدكتور محمد.
يا إلهي! حتى أبي و أمي و هما والدانا نحن الأثنين لا يعلمان ماذا يعني محمد لي؟!
كان الهالة التي أخبرتكم عنها.كان الحصن الذي يحميني،و الملجأ الذي يؤويني بعد الله ، محمد كان روحي التي تسكنني،أنى لي بروح بلا روح؟
رحم الله أخي محمدًا رحمة الأبرار، و أنزله الجنة خير دار، وأخلفني فيه الرجال الاخيار.
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأبدلني خيرا.
علي بن سعيد العلياني
بعد رحيل شقيقه الدكتور محمد بن سعيد العلياني