عندما يمضي الحراك التنموي، في مساراته المتسارعة، قاصدا تحقيق ركائز التنمية المستدامة في نطاقاتها المختلفة وأشكالها المتعددة في مختلف الدول النامية، فإن جهود ومبادرات وإنجازات الصندوق السعودي للتنمية في المحافظة على البيئة والمناخ لابد وأن تكون حاضرة
وفق سياسة المملكة العربية السعودية القائمة على دعم أهداف التنمية المستدامة، والتعاون مع المجتمع الدولي بما يتوافق مع أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحيث تحتضن الرياض خلال هذه الأيام قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تجمع بين قادة بارزين من المنطقة والعالم، بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تنفيذ الالتزامات البيئية المشتركة، فإن توجهات المملكة العربية السعودية، ومساراتها التنموية في قطاع البيئة تبدو واضحة باتجاه تحقيق متطلبات مبادرة السعودية الخضراء، مع المضي قدما في إطار التعاون مع الدول المجاورة لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وتنسجم أهداف قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مع الدور الريادي الذي تقوم به المملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية لدعم الجهود الدولية لمواجهة التحديات الرئيسة المرتبطة بالبيئة؛ فقد عمل الصندوق خلال السنوات الماضية على دعم وتمويل مشاريع مستدامة تسهم في مواجهة ظاهرة التغيّر المناخي وحماية الأرض والطبيعة.
منذ تأسيسه الصندوق عام 1975م، موّل مشاريع تنموية ذات أولوية للدول النامية، وصل عددها إلى أكثر من 694 مشروعاً في 84 دولة، تجاوزت قيمتها الإجمالية 69.1 مليار ريال سعودي، أسهمت في تطوير العديد من البرامج المرتبطة بالمشاريع الانمائية.
وكان للصندوق دوراً هاما في تمويل وتنفيذ مشاريع الري وحفر الآبار والسدود، التي أحدثت أثراً إيجابياً في تنمية النشاط الزراعي والتشجير، والحفاظ على المخزون المائي، وحماية المناخ البيئي ومقاومة التصحر، والحد من هدر الطاقة.
ويعد البرنامج السعودي لحفر الآبار والتنمية الريفية في أفريقيا الممول بمنحة من المملكة يديرها الصندوق، من المشاريع الهامة التي تسهم في الحد من آثار الجفاف في 18 دولة أفريقية، حيث جرى حفر وتجهير أكثر من 8800 منشأة مائية تعتمد معظمها على الطاقة الشمسية لضخ المياه؛ استفاد منها أكثر من 4.5 ملايين إنسان.
إضافة إلى مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة التي مولها الصندوق في 9 دول آسيوية وأفريقية، والتي بلغ إجمالي إنتاجها من الطاقة الكهربائية حوالي 42,000 ميغاوات من الطاقة المستدامة والنظيفة.
وفي إطار حديثه عن مساهمات الصندوق في تعزيز أهداف التنمية المستدامة، وتوفير متطلبات الاستقرار البيئي ونظافة الكون، أكد الرئيس التنفيذي للصندوق سلطان بن عبد الرحمن المرشد: ” أن الصندوق السعودي للتنمية، يسهم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية للأمم المتحدة، من خلال دعم المشاريع المختصة بالنشاط المناخي والمياه النظيفة والتعليم وتعزيز النمو الاقتصادي والطاقة المتجددة والبنية التحتية الأساسية، بما يحقق الحياة الكريمة للشعوب، وتوفير المتطلبات الإنسانية.”