تختلف مدن المملكة العربية السعودية في عاداتها وتقاليدها في شهر رمضان المبارك وفي المنطقة الغربية “الحجاز” لهم طقوس وعادات وتقاليد معينة حيث يكون رمضان في مكه رمضان له طعم ونكهه خاصة وروحانية يستشعرها القادم الى مكة في كل حي وشارع وبيت فقبل إعلان رمضان بإسبوع تقريباً تبدأ أجواء رمضان فتزدحم الشوارع وتعلق الفوانيس عند الأبواب وتتفقد ربات البيوت أغراض رمضان من أجل المأكولات الحجازيَّة التي لا غنى عنها على أي سفرة حجازيَّة فبين رائحة بخور العود والمستكة والفول المبخر وشوربة الحبِّ والسمبوسك المعقوصة .
ومن تلك الطقوس الإستعداد من قبل أن يهل هلال رمضان بتجهيز ” أبازير” الشربة الأبازير هي عبارة عن بهارات الشربة ” هيل وقرفة وقرنفل وكمون وكزبرة وشيبة” تجهز على شكل صرر تكفي لشهر رمضان كذلك يتم تجهيز إبزار العيش ( الخبز ) فلقد كانت سيدات مكه يخبزن العيش في البيت على التنور ويتم ايضاً تجهيز الشراب الفخار وتبخيرهابالمستكة ثم تُملأ بالزمزم وطاسات الماء ايضاً تبخر بالمستكة . كما يتم تزيين البيت بزينة رمضان بواسطة أوراق ملونة تعلق في مدخل البيت وفي داخل غرفة الإفطار ايضاً تعلق الفوانيس في الحواري وداخل دهليز المنزل إحتفالاً بقدوم رمضان حيث تحرص ربة البيت على شراء مقاضي رمضان كاملة من بداية شعبان حتى تكون مستعدة للشهر الكريم .
من العادات والتقاليد التي يحرص عليها أهل مكه في شهر رمضان المبارك ماء زمزم والذي لا تخلوا منه سفرة منه في شهر رمضان المبارك ويعتبر المعمول (الكعك) بالتمر من الأكلات التي يحرص على تناولها أهل مكه في وجبة الإفطار مع حبات التمر وكذلك طبق الفول ومشروب السوبيا البارد وشوربة الحب .
ومكه لا تنام على مدار اليوم الحركة في الشوارع لاتهدأ وخاصة منطقة الحرم المكي الشريف فتكون الشوارع مزدحمة قبل المغرب فتجد الزحام على الفوالين وبائعي السوبيا والشريك والكعك من مظاهر هذا الشهر الكريم في الشوارع مكة كثرة بسط البليلة وبيع الكبدة الجملي.
وعند اذان المغرب تندر الحركة وكأن هذا البلد لايوجد به احد وتعود الحركة الى الشوارع عند قرب اذان العشاء فتجد اغلب الناس تستعد لصلاة العشاء والتراويح اما في المسجد الحرام أو في مساجد الأحياء لأن الحرم هو وجهتهم الاولى حيث يكون مزدحم بالمعتمرين والزوار في هذه الأوقات فعلاً الصوم في “غير مكة” .
ومن العادات لدى اهل مكة هذا الشهر الكريم تتبادل العوائل فيما بينها للمأكولات التى يتم طبخها في المنزل ومن الجميل لايمكن اعادة الطبق فارغ وهذي العادة سائدة في عموم مناطق المملكة الحبيبة فإن لم تجد شيءً ترسله تملأه بأي شيء حتى لو كان السكر ولكن لايعود فارغاً ابداً ويظل هذا الطبق يتداول بين العوائل والجيران طول شهر رمضان المبارك كل يوم يعبأ بأصناف عديدة كما ان عادة الموائد الإفطار الجماعي بين الاسر والأهل من العادات المحببة لدى المجتمع المكي والتي لاتنقطع طوال شهر رمضان وهذه دلالة على روح الود والتقارب والتآلف بين المجتمع المكي .
ومن العادات والتقاليد الجديدة التي ظهرت بالمجتمع المكي شخصية “المسحراتي” وهو الرجل الذي يطوف ليلاً بالبيوت ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور قبيل آذان الفجر.