بقلم / الدكتور محمد سعيد العلياني
عند حدوث الأزمات يتمايز البشر إلى مؤيد، ومعارض، ومحايد، ومتنفّع، وتتميز قيادتنا الرشيدة بأنها -وعلى الدوام- بيت كبير للمسلمين، وشرفاء العالم.
فمن يريد المال ، أو الخلاص من عدو ، ومن آذاه جاره، ومن يريد المنعة، ومن يريد الجاه، وغيرهم، كل هؤلاء مضطرون للجوء بعد الله إلى السعودية.
نعم فهي البيت الكبير الذي يفعل قادته أكثر مما يتكلمون، - في حين يقول البعض أكثر مما يفعلون، وآخرون يقولون مالا يفعلون -، أيادي قيادتنا بالخير ممدودة، وألسنتهم على الجميل معقودة، وظلهم على الجار والمحتاج مبسوط، ذاكرتهم تحفظ الجميل، وتنسى القبيح، يتحول غضبهم بفضل الله تعالى إلى حِلم، ورغبتهم في العقاب إلى تغاضي.
ومن الامور المستمرة في قلب هذا البيت الكبير، والباقية في دائرة الاهتمام، قضية فلسطين، فقد تبنتها قيادتنا الرشيدة منذ نشأتها وإلى يوم الناس هذا، في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وولي عهده الأمين سدد الله خطاه، وهي تعتبر شغلها الشاغل، وهمّها الأبدي.
وإذا كانت النفوس كباراً**تعبت في مُرادها الأجسام
فأفعال السعودية أكبر من أن يستوعبها البعض، ممن همهم شق الصف، أو اختلال الوحدة، أو انتشار البغضاء، والذين أعمى عيونهم الحقد، ولكن التاريخ سجل ولازال يسجل بمدادٍ من ذهب مواقف حكام السعودية تجاه فلسطين، والشرفاء من العالم يعترفون بهذا، وستستمر قيادتنا حفظها الله تعالى في جعل هذه القضية نِصب عينها، لأن قيادتنا لا تسير إلا على خطىً مرسومة، لا يغيرها حديث المغرضين، ولا آراء المخالفين، ولا تحذيرات المثبطين، وستبقى قيادتنا الرشيدة والسعودية حفظها الله البيت الكبير.