بيشة بمكنوناتها ومقدراتها حاضرة في إستراتيجية تطوير منطقة عسير التي أطلقها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أمس حيث أحتلت محافظة بيشة المرتبة الثانية التي تلي العاصمة الإدارية أبها من حيث وجود مطار داخلي وجامعة بيشة ثاني جامعة بالمنطقة ووجود النخيل الذي ينتج تمر الصفري ذو الميزة العالية بالإضافة إلى أنها المحافظة التي بها أكثر نقوش صخرية نادرة تعود إلى مئات السنين حيث تحتوي على الأحجار والنقوش والرسومات التي يعود تاريخها الى ماقبل الإسلام ومما يحمل في مضامينها دلالات حضارية للإنسان منذ القدم كما أضافت بيئة طبيعتها الصحراوية المنبسطة ميزة لطبيعة المنطقة ولأن استراتيجية عسير هي استثمار لنقاط القوة وتعزيز موقع عسير المميز ، لتبني خطها البياني على خارطة السياحة وتكون وجهة سياحية رائدة عالميًا ومقصدا للترفيه والثقافة مع تحقيق التوازن بين التطور وحماية البيئة الطبيعية وحيث إن الإستراتيجية ركزت على الميز النسبية للمنطقة فإن بيشة وفوق مميزاتها التي تفردت بها عن بقية المحافظات تشترك في بقية نقاط القوة مع بقية المحافظات مثل جمال المناظر الطبيعية الخلابة والبيئة المتنوعة والتراث الثقافي والتقاليد الراسخة إضافة إلى قوة وترابط المجتمع وعنصر الأصالة ، وبشكل عام فأن الأصالة في إنسان عسير بتاريخه العميق وفنونه المعمارية ونكهاته المحلية المتنوعة والفنون الشعبية التي تعكس تنوع ثقافات المجتمع وترانيم الألحان الثرية عبر تضاريس المنطقة وجغرافيتها المتنوعة، وتسجيل 4275 من قراها التراثية التي تجاوزت أكثر من 500 عام وهذا شاهد عيان على الأصالة المتفردة التي تشتهر بها المنطقة ، كما تحتضن ومنطقة عسير بها أكثر من 651 موقعاً أثريا مسجلاً في السجل الوطني للآثار .
وقد شهدت القرى التراثية في عسير اهتماماً خاصاً، فانطلق مشروع أنسنة القرى التراثية، وهو مشروع منبثق من أعمال المشهد الحضري، حيث تم في سبتمبر 2020م توقيع عقد تطوير عدد من القرى التراثية شمل ذلك قرى: القرَّية بمحافظة تنومة، وقرية آل خلف بسراة عبيدة، وقرية آل ينفع بمركز تمنية. كما تمت إضاءة 70 قرية تراثية وموقعا أثريا.
وتعد منطقة عسير متفردة في تنوع تضاريسها بين الساحل والسهل والقمم والهضاب والصحاري ، وهذا التنوع في التضاريس نقل ميزتها النسبية إلى ميزة تنافسية إذ تنوع تبعا لذلك مناخ المنطقة وطبيعتها الجغرافية، مما جعله عنصرا رئيسا لتشكل بيئات الرياضات المختلفة.
وتمثل قمم الجبال في عسير 34،3% من مساحة المنطقة ويتراوح ارتفاعها بين 2000 إلى3000 متر عن سطح البحر، بانحدارات شديدة نحو الغرب والشمال، كما تشكل الهضاب في مساحة عسير 48،2% وهي تنحدر نحو الشمال والشرق ويتراوح ارتفاعها بين 1200 إلى 1600م، كما تمتد المنطقة على ساحل البحر الأحمر بطول 125 كم، ويقع ضمنه ميناء القحمة التاريخي، كما تطل عليه عدد من الجزر الصغيرة ومن أشهرها جزيرة كدمبل، فيما تمثل الصحاري جزء من مكوناتها الطبيعية والتي تنتشر في محافظتي بيشة وتثليث.
وانفردت منطقة عسير بمناخها المعتدل، حيث تبلغ درجة الحرارة الكبرى في فصل الصيف 24 درجة مئوية، وتتميز بتنوع تضاريسها وغطائها النباتي الذي يشكل ما نسبته 60% من الغطاء النباتي في المملكة، حيث ساعد مناخها المعتدل في انتشار أنواع الزراعة وتوفر المنتجات المحلية بمختلف أنواعها.
وبهذه المناسبة أرفع التهنئة لسمو سيدي الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير وأهالي المنطقة على ما يوليه ولي العهد من دعم مستمر واهتمام كريم بمنطقة عسير وأهلها، وإطلاقه استراتيجية تطويرها، والتي تسعى لتحقيق نهضة شاملة للمنطقة، لتعود بالنفع على أبناء عسير وسكّانها، وترفع من خلالها مستوى جودة الحياة وتطور البِنَى التحتية والخدمات، وتسهم في جذب الاستثمارات ودفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.
خالد آل دغيم
رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام السياحي