يتكئ مركز الثنية غرب بيشة على مقومات تاريخية تمتد لعشرة قرون ولا تزال شواهدها من آثار ومباني تحكي للأجيال على مر العصور حضارة هذه المنطقة التي تحظى في عهدنا الحاضر بعدد من المقومات السياحية والاقتصادية كسوق الثلاثاء الشعبي والنخيل والمزروعات والمنتزهات البرية.
وتقع الثنية غرب محافظة بيشة على بعد 42 كلم ويمر بها شريانين رئيسين طريق «بيشة – العلايا» وطريق آخر «بيشة – الباحة» وسميت بالثنية لوقوعها على انثناءات وادي تبالة ولأنها كانت استراحة للحجاج والمسافرين يتزودون منها بالماء والطعام ويرتاحون فيها وبها مواقع لا تزال تحمل نفس المسميات التي وردت على ألسنة الشعراء منذ عهد الجاهلية كالغضار وحبيش والبردان والقرن وظهر مثلما قال حميد بن ثور الذي أدرك الجاهلية والإسلام
بعليا من روض الغضار كأنما لها الريم من طول الخلاء نسيب
وقال عبد الله بن الدمينة الأكلبي توفي عام 181هـ:
ويوم القرن نصت آل قيس ثلاثون فأجلوا نادمينا
وقال أحمد بن عيسى الرادعي في أرجوزة الحج:
يشرعن في ذي جدول فضفاض للبردان مترع الحياض
وعلق على البيت الهمداني المتوفى 334هـ قائلا : البردان قليب بتبالة طيب الماء
وقد ورد ذكر الثنية عند المستشرقين مثل “فلبي” و”تاميزيه” فقد زارها الأخير عام 1834م وقال عنها ” وصلنا وادي الثنية تكثر فيه أشجار النخيل وعند مدخله برج يحرس قرية مبنية في سفح الجبل قليل الارتفاع.
الحوطة : وتقع بقرية مطوية بالثنية وهي عبارة عن حوض كبير مساحته 2500م وعمقه مترين وتم بنائها من الحجارة على شكل خزان وباطنها مبلط بماده تشبه الإسمنت
الجبل الأحمر : ويقع بوسط وادي الثنية ويضم عددا من بيوت الطين والحجارة
جبل مرايش : وبه قرية فيها عدد من المباني الطينية والحجرية
أم المحاجر : هضبة سوداء تقع شمال قرية الباطن ويوجد بها رسوم حيوانات وكتابات قديمة بالخط الحميري
أم وقر : هضبة يوجد بها الكثير من النقوش الأثرية بها يرجع الباحثون أنها مقبرة قديمة نقشت اسماء أصحابها بالقرب منها وجميع الأسماء عربية وأصحابها مسلمين ومكتوبة بالخط الكوفي القديم الغير منقط ومؤرخة بعام 140 هـ أي في بداية العصر العباسي .
الحمّاء : جبل أسود شمال الثنية على بعد 7 كيلومتر ويحوي رسوم ونقوش تاريخية وصور حيوانات ورجال تزيد على سبعين نقشا كتبت في أزمان مختلفة وبخطوط متعددة كالعربي القديم والمسند
أم الرحي : وهي هضبة صغيرة شمال الثنية بها كتابات على الصخور كتبت عام 141هـ بالخط الكوفي .
جبل القرن : ويقع في قرية شديق ومعروف بهذا الاسم منذ زمن بعيد وبه نقوش عربية وفي قمته حجارة مرصوصة على شكل سد.
مركز الثنية في الحاضر
بلغ عدد القرى والهجر التابعة لمركز الثنية (79) قرية وهجرة، وعدد مدارس البنين والبنات (30) مدرسة. يدرس بها ما يقارب (2000) طالب وطالبة، وقد حظي المركز باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو أمير منطقة عسير، وفيها الآن العديد من الخدمات وهي «مركز صحي، ومركز إمارة فئة «أ» تم افتتاحه عام 1383هـ، ومركز شرطة، ودفاع مدني، وبلدية، وجمعية خيرية، ولجنة للتنمية الإجتماعية، وبها سوق الثلاثاء وهو من أكبر الأسواق الشعبية بمحافظة بيشة»، وعملت بلدية الثنية وتبالة وتعمل على تجهيز عدد من الحدائق والدوارات والأرصفة والعديد من المرافق وكذلك يوجد بها محطة توليد الكهرباء ببيشة.