محمد السراري
البدايات دائمًا من شأنها أن تأخذ حيّزًا من الاهتمام ، ولا يُوجد أسوأ من بدايةٍ تصعُب علينا تخيّل عواقبها !
وبداية تسُونامي "كُورونا" أخذ منّا كمًا هائلًا من الاهتمام والتفكِير ، وجعل قلُوبنا ترتجفُ خوفًا !
فمَن كَان يتوقع أنّ التوارِيخ سـ تجِف فِي يوم من الأيّام على ألوَاح الدرَاسة ؟
فـ تِلك السبّورة التي جفّت بـ تاريخ ١٣/٧/١٤٤١ شاهدة على ما حدث ، تُركها مُعلمٌ مخلُص لطلّابه المجتهدِين لـ يقيّدوا الشرح بالكتابة ، لم يعلموا أنّهم سـ يتركونها طِيلة هذه المُدّة ، فالزمن جفف الحبر على اللوح ..
لم يستَوعب أحد ابدًا خطُورة الموقف ..
فـ فرحة الليلة التُي سمعنا فيها خبر تعلِيق الدراسة جعلتنا ننسى التفكِير في العَواقِب ..
تِلك الليلة التي صادفنِي فيها أحد أساتذتِي ورأى بـ عيني فرحة تعلِيق الدراسة ثُم قال :
بُني إقرأ الخبر للنهاية ، تعلِيق الدراسة لأجل غِير مُسمىّ !
كُنا نتوقع أنّها فقط لأسبُوع أو أسبُوعِين ولكن طال بِنا الزمن ونحن لم نلتقِي بـ مقاعد الدراسة .
لم يأتِي فِي أذهَاننا أبدًا أننا سنعِيش زمن نحكِيه لأبنائنا ، وأن نرى طُرقات المُدن تخلوا تمامًا مِن المشُاه ، فكلٌ المُدن تُصبح مهجُوره لساعات طَويله من اليَوم ..
ذاكرتِي لا زالت تتذكر جيدًا قصص والدي عن حرب الخليج
وكِيف أصابِهم الخَوف ، وكيف كانُوا يخشُون تسلل الصوارِيخ إلى بيُوتهم ، فهُم يصفُون لحظات الذُعر لنا وكأنّهم عاشُوها بالأمس .
وإن أطَال الله بأعمَارنا حتمًا سنحكِي لأبنائنا أننا عشنا الزمن المُريب ، زمن كورونا !