في الأصل يغلب على المملكة بأن مكوناتها من المجتمعات القبلية بنسبة عالية ولكن إطلاق مسمى ( قبيلة ) على مجموعة قليلة يحتاج وقفة جريئة.
ومع أنه لا عيب في أن يقال عائلة أو أسرة أو آل فلان من قبيلة كذا كما هو موجود في أغلب مناطق المملكة ولكن لأسباب كثيرة أغلبها غير مقبول يستخدم الكثير مسمى القبيلة مثلاً لتضخيم حجم هذه المسميات وليقال أنها تستحق نائب أو شيخ وتبدأ قصة جديدة من المنافسات والتنازعات والتشتت والتفرق لدى هذه القبيلة الحديثة التشكيل.
فكم سمعنا بقبيلة آل فلان وعند التقصي وجدناها عوائل قليلة تشكلت في حجم قبيلة بأهواء بعض أعيانها وإن كانت أصيلة الإنتماء لقبيلتها الأم.
ارى بأن مسمى القبيلة لا يطلق إلا بناء على أسس وضوابط وأرقام لعدد المنتمين لها وذلك بإشراف إمارات المناطق والمحافظات والمراكز التابعين لها. وكما هو متبع في تشكيل الأفواج والكتائب والسرايا العسكريّة. فلن تجد ( مثلاً ) سريّة الا اذا كان عدد فصائلها كذا. وأرجو أن يسمح لي القاريء الكريم بهذا التشبيه بحكم ما عايشته في حياتي العسكرية.
ثم بعد ذلك يبدأ تشكيل المناصب ، وأنا متأكد بأن ذلك في حسبان الجهات الرسميّة.
احبتي:
الكثير صار عنده قناعة بأن ( الشيخة والنوابة ) مناصب لابد من المنافسة عليها واستحواذها للمظاهر الخداعة وليس لقصد التشرف بخدمة الوطن من خلال خدمة القبيلة وهذه المصيبة وجدناها كذلك مستأصلة لدى من لديهم شيخة قديمة توارثوها ثم لم يقومون بواجباتها المطلوبة وأصبح الوريث اسوأ من المورث.
وعند التدقيق أكثر فإن احتياجات المجتمع المدني من هذه المناصب حتى وإن كانت مكوناته قبائل تقلصت بل كانت أحياناً من الأسباب التي فرقت بين الأسر والعوائل أكثر مما كان الجميع يتمناه من نفع وفائدة.
وما ذكر أعلاه لا يسيء إلى من هم فعلاً لايزالون يقومون بواجباتهم ويبحثون في تطوير أنفسهم وقبيلتهم ويخدمون وطنهم بكافة الطرق والأساليب.
جلعود بن دخيّل
بمشرطي الخاص
23 ربيع1 1444هـ