خالد حسن الرويس
لا حدس الترف بصفة العموم مذموم شرعاً وعقلاً من حيث الشرع بالنصوص الشرعية المكية والمدنية من آيات القران الكريم .. وبالاحاديث النبوية المطهرةالشريفة .. الصحاح والحسان .. المتواتر منها والمشهور والآحاد .. مرفوعها وموقوفها وعقلاً مايطابق النقل منقولاً ومنطوقاً .. وكلاً من نصوص النقل والعقل اتحدت وتقاطعت وتضامنة في مابينها على ذم الترف والمترفين .. والترف أخطر شيء على الوجود وما دخل الترف شيء إلا أصابه بالسكرة والخمول والضياع .. والتنمر على الآخرين في غير حق .. وأخطر شيء في الترف ما يطوي في طرفيه من مثالب ومخاطر يتردد بين أمرين ليس أحدهما أظهر.. ويتجسد في المناصب .. وأخطر شيء ترف المنصب أو المناصب ( المناصب المترفة أو المنصب المترف ) فأصل المنصب ونشأته ماوضع إلا من أجل خدمة المكان وإنسانه .. ويجمع علماء الإدارة إلى درجة الإجماع وجهابذة تقنية الإدارة أن المنصب والمناصب ايجادها خدمة المكان أو المنشأة .. لا سواها من أجل خدمة المكان ومجتمعه في القطاع العام دون الخاص .. ينحى أهل الإدارة وعلماءها أن المنصب وظيفة .. طالما أنها وظيفة فالموظف للوظيفة .. وليس العكس .. تعد قاعدة يسار عليها .. وعرف بالموارد البشرية .. وهو أحد قواعد الخدمة المدنية المتعارف عليها أو الموارد البشرية .. نصاً من نصوصها .. وأصل تسير عليه .. فلا يحق للموظف بالمطالبة بالوظيفة . والأحاديث النبوية يلمس منها ويستشف الوظيفة ولاية عامة .. ولا يجوز طلب الولاية .. ولايمكن أن يكون المنصب ترفيه .. فالمنظمات المعتبرة لا تعترف به .. وكذلك أنظمة الدول المتقدمة وقد يكون متأصلاً أكثر في الدول المتخلفة أو النامية لهشاشة أنظمتها ومؤسساتها العامة .. فالمنصب تكليف وليس تشريف ولا توريث .. بعض الإدارات تعين أو تسند للموظف المنصب ولا يمارس مهام المنصب بالمكان الذي وضع من أجله .. لأسباب غير معروفة وغير وجيهة .. أما مجاملة أو محاباة .. وحرمان المكان ومجتمعه .. وقد تلعب الواسطة في ايجاد المناصب المترفة بأي شكل من الأشكال .. وأغلب هذه المناصب المترفة متأصله في المجتمعات المتخلفة والمتأخرة .. وتكون في الأنظمة الوراثية التي تنأى عن الدمقراطية بخلاف المجتمعات المتقدمة .. فإن من المشاهد كثرة الوزارات في الدول النامية مجاملة لأحزاب أو أطياف قوية أو عرق قبلي أو عائلة موثرة لها تأثير في الحياة الاجتماعية أو السياسية أو العلاقات الدولية والبرنس الدولي .. والبعض يجمع بين منصبين كترفيه .. لمن يسند إليه هذه المناصب المترفة أو ترف المنصب تحت مايعرف ( المشرف العام ).. وعدم مباشرة مهام المنصب يعد خدش في كرامة مكان وإنسان الذي وضع المنصب من أجله.. مالم يكون مخفسانية المنشأة أو عدم احترام المكان والإنسان معاً الذي تم انشاء المنصب من أجله دون شعورهما أو شبختانيتهما .. وأول ذكر وظهور لهذه المناصب المترفة في عصر الدولة العباسية بمايعرف تنابلة السلطان .. يعين أحدهم والياً لولاية من ولايات الدولة .. ويكلف آخر بدلاً منه .. ويحتفظ بمسمى الولاية ومخصصاتها . ويؤثر البقاء في بلاط الخلفاء والسلاطين من أجل يكون عن قرب أو قريباً من البلاط السلطاني .. ويحضى باكرامات وعطايا ومكافاءات السلاطين .. وهذا أضعف الدولة العباسية هيبةً وتدبيراً حتى زالت عن الوجود .. وتغلب الأعداء عليها .. فالمناصب المترفة تعد تربة خصبة تجد ضآلتها بالمنشأة التي تنهج هذا المنحى .. ويتطرق إليها المحسوبية والمجاملة من أجل أغراض أو غاية الفوقية التي تقوم بتصريف أمور المنشأة فالمنشأة القوية التي يخلو منها ترف المناصب أو المناصب المترفة تكون في منأى من كل مجاملة ومحسوبية .. وترف المناصب الذي يعد أحد أسباب زوال أو ضعف المنشأة أو سقوطها .. وكل الدول التي تشهد ثورات وانقلابات وصراعات السلطة المعول في ذلك لاشك المناصب المترفة ومطامع أهل الهواء فيها ميولاً وتحقيقاً ..بل أحد العوامل الأساسية والرئيسية .. وإن كان مستتر غير ظاهر هذه المناصب المترفة أحد مكونات الصراعات والحروب وأيضا يدخل في المناصب المترفة التعاقد بعد التقاعد من أجل الجمع بين ريعين أو أجرين أجر التقاعد وأجر التعاقد .. تحت مظلة الخبرة والخبرة الضمنية .. فالمتقاعد بلغ حد النظام والسن النظامي وتم احالته بقوة النظام والتساؤل كيف يتقاعد معه وقوة النظام احاله للتقاعد هذا نوع من التحايل على النظام كتحايل بني اسرائيل منعوا من الصيد يوم السبت فيضعوا شباكهم يوم الجمعة ويسحبوها يوم الأحد والأسلم تمديد الخدمة بعد بلوغ السن النظامي .. بدل التعاقد من أجل التوفير ميزانية الدولة وعدم تحميلها أعباء مالية وأيضا التخفيف على مؤسسة التقاعد .. وكذلك من المناصب المترفة ماهو تحت المبادرات والحوافز والمزايا الوظيفية التشجعية والعلاوات الإضافية والمحفزات الوظيفية وغيرها .. أن المناصب المترفة تنمو شيئاً فشيئاً في غياب المؤسسات المدنية .. والجمعيات الضاغطة .. وحرية الإعلام وكلمته باعتباره السلطة الرابعة لإيضاح الواقع وتنوير صاحب القرار .. فالمناصب المترفة جرثومة يجب استئصالها حتى لا يتنامى الفساد ويتمدد في المؤسسات شكلاً وموضموناً والله الموفق ،،،