كم أنت رائع يا معتز
23/9/2023
استعدادا للاحتفال باليوم الوطني 93 أخذ الشاب (معتز) أحد ثيابه الجديدة وصعد على سطح المنزل، ثم أخذ يرسم باللون الأخضر على ظهر ثوبه بعض الرسومات والرموز الخاصة بهذه المناسبة الغالية، وترك الثوب معلقا على السطح حتى تجف البوية، ويكون الثوب جاهزا للبس في اليوم التالي، وقد حدث مالم يتوقعه معتز حين صعد والده إلى السطح فوجد الثوب الجديد ملطخا باللون الأخضر،فحمله معه وأخفاه، وعندما استيقظ معتز من نومه صعد إلى السطح فلم يجد الثوب، فأيقن أن والده من أخفاه لما يدركه من أن لوالده مفهوما مغايرا لكيفية الابتهاج والاحتفال باليوم الوطني دونما إتلاف أيا من أشيائه الثمينة، أو ممارسة بعض التصرفات الخارجة عن احترام النظام والذوق العام، فسأل والده إن كان رأى ثوبه المعلق فوق السطح، فبدأ الوالد يعظه عن الأسلوب الأمثل للابتهاج بهذه المناسبة الوطنية الغالية على الجميع، ولكن عنفوان الشباب الذي يسري في دم معتز وحماسته الوطنية، استوقفت الأب في ما يشبه (نقطة نظام) قائلا: اسمح لي يا أبي في المقاطعة ... لا لوم في حب الوطن ولا في طريقة التعبير عن ذلك الحب ما دمت أحترم النظام ولم أتجاوز على حقوق الآخرين، فسر أبيه بهذا الجواب النابه الواعي الذي يفيض حبا وولاء للوطن، فقرر أن تشترك كل العائلة في الابتهاج باليوم الوطني، واستأجر لهم استراحة جميلة، وكلف كل منهم بمهمة للتجهيز لصناعة ليلة مبهجة للجميع.
فشكرا لمعتز الذي علمنا أن حب الوطن و موالاته والتعبير عن ذلك لا يكون ابتهاجا حقيقيا إلا إذا خرج متشحا بالحماسة و تجاوز روتين الحياة اليومية المعتاد.
والحقيقة التي رأيتها ماثلة ملء المكان في بيشة أنني رأيت شخصية معتز ماثلة في تجمعات مختلف شرائح المجتمع من الأسر والشباب والشابات، متشحين بالأعلام، فمنهم من يشارك في برامج الاحتفالات ومنهم من يستمتع بمشاهدة ما أعدته بلدية بيشة من الفعاليات الثرية المتنوعة على مدار ثلاثة أيام، لترسيخ مفهوم الولاء والانتماء الوطني في نفوس الناشئة خاصة، و إخبارهم بأن اليوم الوطني للمملكة يعد احتفالا بأوسع وأقدم وأقوى وحدة عربية في التاريخ المعاصر حينما تمكن الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ـ يرحمه الله ـ بفضل الله تعالى وتوفيقه من لمّ شتات القبائل و الأقاليم المتناحرة، وجمع كلمتهم على الحق سواء، وأن اليوم الوطني للمملكة يعد شكرا لله تعالى على امتداد جذور هذه الدولة في عمق الزمن لأكثر من ثلاثمائة عام، وهي متمسكة بكتاب الله تعالى وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم، لم تغيّر ولم تبدّل رغم ما حيك ضدها من المؤامرات وما تعرضت له من التحديات والمحن، ويعد كذلك شكرا لله تعالى على أن الأسرة الحاكمة من صميم لحمة المجتمع السعودي معروفة النسب، كريمة المحتد، سليلة الأمجاد، غايتهم إقامة شرع الله، وتحقيق العدل، وإخراج شعبهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، و من هوان الضعف والتبعية إلى عزة القوة وتبوء المراتب الأولى في التنافسية العالمية، و من وهن المرض والعجز، إلى وهج الصحة و جمال الحياة. و لأحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه شاغلتني إليه في الخلد نفسي
د/ محمد بن عبدالله آل عمرو