كنا نسمع عن السيارات الكهربائية منذ أعوام قليلة كالحلم، لكن الحقيقة أصبحنا نعيش واقع السيارات الكهربائية، فماهي السيارات الكهربائية؟، وهل تستحق فعلاً الانتشار بأنواعها المختلفة؟، هل ستكون الخيار المستقبلي في السعودية؟.
السيارات الكهربائية هي السيارات التي تعتمد على استخدام الطاقة الكهربائية، بدلاً من الاعتماد على المحركات التي تعمل بالاحتراق التقليدي من الوقود والغازات، وفي الآونة الأخيرة زادالإهتمام بالسيارات الكهربائية؛ بسبب العديد من المزايا التي تتمتع بها، مثل عدم تأثيرها على البيئة، وآمنة صحياً، وكفاءتها العالية، وهدوء محركها لعدم اعتمادها على الوقود الأحفوري، وسلاسة قيادتها. تشير تقارير الأبحاث والتطوير، حسب وكالة الطاقة الدولية إلى أن عدد السيارات الكهربائية في العالم تجاوز5.5 مليون سيارة في عام 2020م، بينما كان هناك عدد قليل منها قبل سنوات، وفي تقرير آخر لوكالة الطاقة الدولية، يتنبأ بارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 250 مليون سيارة بحلول عام 2030م، وهذا الارتفاع الكبير يتطلب استثمارات عالية وبنية تحتية كبيرة، وعملاً دؤوباً لتطوير بطاريات جديدة للسيارات وأنظمة شحنها بتكلفة أقل ونطاق أكبر، وزيادة في كفاءة السيارات، وخفضاً للأسعار.
أما عن تصنيع وتسويق السيارات الكهربائية فتعتبر الصين الدولة التي تتصدر العالم في إنتاج السيارات الكهربائية، تليها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم النرويج. بدأت السعودية في تعزيز استخدام السيارات الكهربائية والاستثمار فيها حيث وقع صندوق الاستثمارات العامة اتفاقية استثمار مع شركة لوسيد لمواكبة التحول العالمي نحو الاستدامة والحفاظ على البيئة في إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بالطاقة النظيفة والمتجددة. علماً بأن الدولة سمحت بالاستيراد التجاري للسيارات الكهربائية بأنواعها المختلفة، حيث تشمل هذه السيارات على نوع يحتوي على بطارية تقوم بشحن نفسها، وتعبأ بالبنزين العادي، إضافة لذلك هناك نوع آخر من السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن، يحتوي على منفذين لشحن السيارة - كهربائي وآخر للبنزين، لم يصل بعد للسوق السعودي، والنوع الأخير من السيارات الكهربائية يشتمل على بطارية تعمل بشكل كامل وتشحن من خلال منفذ كهربائي.
لذلك نستنتج مما سبق بأن السيارات الكهربائية أصبحت خياراً لمستقبل قطاع النقل لما تتمتع به من إمكانات تقنية متقدمة محافظة على البيئة، وهذا التحول يتطلب توحيد أجهزة الشحن، ووسائل وأنظمة حديثة، وتبني سياسات لتسهيل استخدام السيارات الكهربائية، ويعد الاستثمار في تصنيع السيارات الكهربائية وجميع ما يتعلق بها ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 لبناء اقتصاد منافس وتنمية مستدامة، وللاستفادة القصوى من السيارات الكهربائية، وتحقيق الربحية، وتقليل التكاليف، وإيجاد بنية تحتيةمحفزة وموظفة للطاقات البشرية في هذه الصناعة الي تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة.
الكاتب
طلال بن محمد سعد القحطاني