لا ريب أن محبة رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم واجبة على كل مسلم مؤمن برسالته والتوحيد . متأصلة في أعماق أمته عليه أفضل الصلاة والسلام ، وبالصلاة والتسليم عليه يشتري بها من لا يملك شيئاً أو نقداً وهذا من محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك هو عرّفهم على خالقهم ، وبلغ رسالة ربه ، ونصح الأمة، ودلهم على الخير ، وصبر على الأذى في سبيل كلمة التوحيد وإبلاغها ، وإيصال هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده . وجبت محبته والصلاة والتسليم عليه . العرب خصوصاً ، وجزيرة العرب بالأخص محبة منقطع النظير ، ولاشك إنه الرحمة المهداه رؤوفًا بأمته عادلاً في قضيته سحاً غدقاً نافعاً غير ضار عليه أفضل الصلاة والسلام . بلغ رسالة ربه ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ماوسعه المسعى في إبلاغ وإيصال كلمة التوحيد ، وإفراد الله بالعبادة وحده ، والابتعاد عن الشرك وفق المقتضى الرباني من خلق الإنسان، واستخلافه في المال ، واستعماره في الأرض بحكم الخلافة الربانية ، وفي هذه البلاد السعودية أول انتشار دعوته فيها إلى أنحاء المعمورة ، والإيمان يأرز فيها كما تآرز الحية إلى جحرها . إنتشار دعوته في سائر الأصقاع ، وتنامى المؤمنون بدعوته ، وأتباعه في كل مكان دلالة صادقة على نبوته ورسالته ، فأن إنسان هذا الوطن السعودية تشبث بالإسلام أقوى تشبث ، وبالصلاة والسلام على النبي أيضا، وتشربها فكراً وسلوكاً عملياً حاضرة وبادية ، فإنسان البلاد السعودية يعيش في صحاري هذه البلاد السعودية ، ومناكب فيافيها في منأى عن مراكز التمدن والمدن والتعلم . أهل الآفاق باديةً يغلب عليهم الترحال في أطراف الصحراء ، وتتبع سقوط المطر لماشيتهم التي تعتمد على الكلاء والماء جل همهم . غرس في فطرتهم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أخوان من طاع الله ، وبالتوارث نقلاً خلف عن سلف الابناء عن الآباء ، والآباء عن الأجداد مرجعيتهم حلقات الذكر وتحفيظ القران الكريم بتنقل مطاوعتهم معهم .
إذا دفعته الحاجة ومستلزماته الضرورية أكثر من الصلاة والسلام على الرسول ، وإذاهبط سوق المدينة ، وجلب شيئاً من الماشية أو منتجاته الحيوانية سمن وأقط ، وغزل وجلود ، وغيرها من أجل بيعها ، واستبدال ثمنها بمستلزماته الحياتية الضرورية ، وما تحتاجه أسرته . يبيع بأول سومة منها بالصلاة على النبي ، وان لم يكن ثمنها الحقيقي المثل استفتاحاً بالصلاة والسلام على النبي ، فان البعض العارفين بمكانة الصلاة على النبي عند البادية بالسوق يستغلون هذه المكانة للشراء " تقول بالصلاة على النبي "، فيدفع سلعته أيما كان نوعها إياه دون مقابل محبة لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقد يرجع لأهله بخفي حنين ، ونادراً ما يكون من يستغلون أهل الآفاق ، والصحراء استحلال ما بأيديهم بالصلاة والسلام على النبي ، وهؤلاء سفه لا شك فيه وإستغلال فطرة البادية ، وهذه المحبة لرسول الله دلالة قوية على مغارز الإيمان في البادية لمحبة رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ، ولا ينبغي بها تفويت الحقوق . لعلك قلة الفقه ، ولكن عند الصلاة والسلام على نبي قف ! وهذا دلالة تغلل الإسلام فيهم فطرةً ، وترجمته سلوكاً ، وان لم يكونوا على إلمام بفرائض وأحكام الدين بين الوجوب أو من عدمه ، ولا يفرقوا بين الحل والحرمة ، والكراهية والجواز ، وغيرها من أحكام الشرع ، وفقه المعاملات . إن الصلاة على النبي عندهم كل شيء يتلاشى دونها إلا محبة الرسول والصلاة والسلام عليه ، وإذا وقع في حرج أو مأزق أطلق التهليل ، والحوقلة والاستغفار ، والصلاة على الرسول ولذلك تجد الله ساتر عليهم في مضارب باديتهم ، وشعبانهم . في ظل دولة الأمن والعدل والنظام . ما خذ بسيف الصلاة على النبي ، وهو قادر على الثمن يعد في غير حله وجريمة في حق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام .
ياسادة انسان لم يتعلم أحكام الدين والفقه وحينما يسمع بالصلاة والسلام على النبي يزهد بما في يده دون أخذ ثمن . إيمانه بمدلول الصلاة والسلام على النبي يدله على الخير .
نسأل الله أن يكثر من جنسهم ويقلل من جنس مستغليهم أو يهديهم سبل السلام .
بقلم/خالد بن حسن الرويس