إعداد: جمعان عبد الله مسفر الشهراني
المشرف التربوي بتعليم وسط بيشة
دارنا من لنا غيرها ومن لها غيرنا فهي فخرنا وعزنا وعشقنا إنها المملكة العربية السعودية الذي حقا علينا أن نفتخر بها رحم الله مؤسسها الذي غرس في نفوسنا هذا الحب وهذا الولاء وأبان لنا مكارم الأخلاق وصفاء النفس والعقيدة
وهنا تعيد بنا الذاكرة التي رجل عظيم وهو الملك عبد العزيز فنلقي الضوء على جزء من سيرته لتكون لنا ولأجيالنا من بعدنا نبراسا نستلهم منها القوة والشجاعة وحب الوطن ومكارم الأخلاق.
وها نحن في 23 سبتمبر من العام 2021م ، الموافق 16 صفر 1443هـ يستعد أبناء هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية للاحتفال باليوم الوطني 91وهو الاحتفال بذكرى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله برقم 2716، والذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.
فقد ولد عبد العزيز آل سعود في مدينة الرياض، عام1293 هـ / 1876م , ونشأ تحت رعاية والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل أصغر أبناء الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود. وفي عام1309هـ / 1886م في سن العاشرة من عمره، غادر مع عائلته إلى الكويت بعد احتلال الرياض على يد محمد بن عبد الله آل رشيد وسيطرتهم على كل البلاد النجدية
وقد عاش الملك عبد العزيز فترات عصيبة انتقل مع والده من نجد إلى الصحراء ثم إلى قطر ثم إلى البحرين وأخيرا استقر بهم المقام في الكويت ورغم صغر سنه فإننا نجد عبد العزيز لم يبتعد عن الرياضبفكره وعقله وسؤاله لكل من يفد من تلك الجهات وكذلك كان يحدّث والده بما في نفسه وهو استرداد ملك آبائه وأجداده الذي كان والده يصدّه عن ذلك خوفا عليه ومع ذلك كان محبا لسماع تاريخ آبائه وأجداده حريصا على أنيستمع لتلك المغامرات الخالدة فيقول حافظ وهبه من بعض أصدقائي الكويتيين : سمعت من بعض أصدقائي الكويتيين الذين عاصروا عبد العزيز ورافقوه في طفولته أنه كان يفوقهم نشاطا وذكاء، وأنه كان يتزعمهم دائما في الألعاب المألوفة لمن كان في سنّه، وأنه كان يميل إلى سماع تاريخ جدّه الإمام فيصل ومغامراته من بعض الشيوخ المسنين في الكويت.
وهنا يتبين للقارئ أن هذا الفتى عبد العزيز منذ صغره فريد بين أقرانه تميّز بقوة الإرادة والشجاعة التي برزت في أدق الظروف، كما أنه كان محبا للرياض ومغرما بنجد حيث روى خالد الفرج أن الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين أراد أن يلاطف الفتى عبد العزيز فسأله قطر أحسن أم البحرين؟ فأجابه على الفور : الرياض أحسن منهما فقال الشيخ عيسى سيكون لهذا الغلام شأن...
لذلك قام عبد العزيز بجهود عظيمة فلم تمضي عشر سنوات من خروجهم من الرياض حتى حاول المحاولة الأولى عام 1318هـ والتي لم تنجح فكانت خير بداية للمحاولة الثانية في استرداده للرياض في الخامس من شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير عام 1902م ثم استمر في توحيد البلاد ونشر العدل معتمدا على الله سبحانه وتعالى وقد قال الملك عبدالعزيز ( إن آبائي معروفون منذ القدم بالرئاسة والملك ولست ممن يتكئون على سواعد الغير في النهوض والقيام وإنما اتكالي على الله ثم على سواعدنا يتكئ الآخرون ويستندون إن شاء الله).
وخلال عشرون عاما تم توحيد نجد وأطلق عليه بسلطان نجد تميزت تلك السنوات بالتوفيق وهي قوة من رب العباد يؤمن بها كل من تتبّع سيرة هذا البطل استخدم كل الوسائل من سياسة وإدارة وقيادة جيوش حتى تحقّق المراد فاستعاد الإحساء ثم أطلق عليه بسلطان نجد وملحقاتها ثم استعاد الحرمين الشريفين ليشرف على خير البقاع ثم أطلق عليه بملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها وقد استمر في لم الشمل وعفوه عن المناوئين والاهتمام بشؤون المجتمع ولذلك بدأت المناطق ترسل للملك عبد العزيز من كل صوب وجهه تطالب بتوحيد البلاد تحت مسمى واحد لا إقليمية فيه ولا تفريق بين قطر وآخر والأصل فيه جمع الكلمة فوصلت البرقيات والمطالبة أن يكون الاسم هو:
المملكة العربية السعودية فكان الأمر الملكي من الملك عبد العزيز بتحويل المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية ويصبح لقبنا ملك المملكة العربية السعودية وذلك في 21 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق لليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر عام 1932م لغتها اللغة العربية ودستورها القرآن الكريم
ومن ذلك الحين يحتفي أبناء هذا الوطن بهذا اليوم المبارك والذي نحن نعيش عام الواحد والتسعين.
ستبقى بلادي هي لنا دار وسيبقى وطني يعانق السماء مجدا ويحضن السحاب فخرا وعزا.
دمت يا وطني متفردا بالحب والعطاء ومتميزا بالأمن والرخاء وشامخا بالمجد والعزة.
رحم الله الملك المؤسس عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته وحفظ الله بلادنا ومليكنا الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وأدام على هذا الوطن الغالي الأمن والأمان والسلامة والإسلام